4 فبراير اليوم العالمي للسرطان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحتفل العالم اليوم إن شاء الله الإثنين 4 / 2 / 2008 م الموافق 26 / 1 / 1928 هـ باليوم العالمي للسرطان ... عافانا الله وإياكم وشفى جميع المرضى

السرطان

• السرطان يشير إلى مجموعة من الأمراض التي فيها تتحول الخلايا الطبيعية في جزء ما من الجسم إلى خلايا غير طبيعية تنمو وتنقسم بطريقة عشوائية غير خاضعة للسيطرة ودون اعتبار للحدود الطبيعية كما أنها تتعدى فترة الحياة الطبيعية للخلية العادية أي لا تموت بعد فترة محددة فتتراكم مسببة الأورام ( بعض السرطانات لا تُكوّن أوراماً مثل الليوكيميا فهي عبارة عن تكاثر خلايا الدم البيضاء بشكل مضطرد والتي تتزايد في الدورة الدموية ثم تبدأ في مهاجمة أعضاء الجسم والانتشار بداخلها ) .
• وتتميز الخلايا السرطانية بخواص ثلاثة هي :
1- العنف والعدوانية : حيث تنمو وتنقسم بطريقة عشوائية ومضطردة وبذلك لا تصل إلى مرحلة النضج فتكتسب شكلاً مختلفاً عن الخلية الأصلية كما تفقد وظيفتها .
2- التغلغل : حيث تهاجم الأنسجة المجاورة وتتغلغل بداخلها وتدمر خلاياها .
3- الانتشار : فخلايا السرطان تكون غير مترابطة مع بعضها جيداً مما يتيح لها الانفصال عن الورم والانتشار إلى أماكن أخرى من الجسم من خلال الأوعية الدموية أو الأوعية الليمفاوية .

وهذه الخواص الثلاثة تميزها وتفرقها عن خلايا الأورام الحميدة والتي تكون محدودة النمو ولا تهاجم الأنسجة المجاورة أو تنتقل إلى أماكن أخرى من الجسم إلا أنه هناك بعض أنواع من الأورام الحميدة ممكن أن تتحول إلى أورام خبيثة بعد فترة إذا لم تُعالج بسرعة
• ويصيب السرطان الشخص في أي مرحلة من العمر حتى حديثي الولادة ، لكن عموماً يزداد احتمال الإصابة مع التقدم في العمر في معظم أنواع الأورام .
• يتسبب السرطان في حوالي 13 % من حالات الوفاة سنوياً .
• أسباب السرطان :
- تحدث كل السرطانات تقريباً نتيجة لتغيرات (طفرة ) في الحامض النووي DNA والذي يعمل كجهاز يصدر الأوامر للخلية للانقسام والنمو بنظام معين ، وبحدوث الخلل في هذا الحامض النووي ترتبك الخلية وتتصرف بطريقة عشوائية خارج حدود السيطرة ، هذه الطفرة ممكن أن تنتج عن التعرض لمواد مسرطنة مثل دخان السجاير أو إشعاعات ذرية أو غيرها أو تكون وراثية وبذلك تكون موجودة في كل خلايا الجسم منذ الولادة ..

* كل المواد المسببة لحدوث طفرة فهي مواد مسرطنة ولكن ليست كل المواد المسرطنة تُحدث طفرة جينية ولكن قد تسبب السرطان بتحفيز النمو السريع والمضطرد للخلايا مثل الكحول .
* المواد المسرطنة وعوامل الخطورة للإصابة بالسرطان :
1- المواد الكيميائية المسرطنة :
* دخان التبغ : أكدت دراسات عديدة الارتباط الوثيق بين دخان التبغ والسرطان في مناطق عديدة من الجسم أهمها الرئة والمثانة البولية .
* ألياف الحرير الصخري ( الأسبستوس asbestos fibers ) : يسبب استنشاق هذه الألياف الإصابة بسرطان الظهارة المتوسطة methothelioma ( في الرئة ) .
* الكحول : الإفراط في تناول الكحول يسبب سرطان الفم والمريء والثدي .
* التعرض لبعض المواد العضوية في الصناعات المختلفة مثل التعرض للبنزين ( يسبب الليوكيميا ) و في صناعة الصبغات والتعرض للمركبات الأروماتية .
* ولذلك يحدث أعلى معدل للإصابة بالسرطان وحالات الوفاة الناتجة عن سرطانات بسبب طبيعة العمل في الدول المتقدمة (الدول الصناعية ) .
2- الأشعة الأيونية : مثل التي تنبعث من غاز الرادون ، والأشعة فوق البنفسجية : والتي تسبب سرطان الجلد .
3- العدوى الفيروسية والبكتيرية : مثل العدوى بأنواع معينة من الفيروسات والتي تتسبب في حوالي 15 % من مجموع السرطانات على مستوى العالم ،
أهم هذه الفيروسات : فيروس بار ابيشتاين ( والذي يسبب أنواع معينة من الليمفوما مثل ليمفوما بركت ) – وفيروس الحليمومات البشري human papilloma virus ( والذي يسبب سرطان عنق الرحم ) - فيروس الالتهاب الكبدي ب ، ج ( سرطان الكبد )
* وتعتبر الفيروسات ثاني أهم عوامل الخطورة للإصابة بالسرطان بعد دخان التبغ والذي يمثل أهم عامل خطورة .
كما وجد أن هناك ارتباط بين الإصابة ببعض أنواع من البكتيريا وبين حدوث السرطان ومثال على ذلك الهليكوباكتر بايلوري والتي تسبب قرحة المعدة وجد أنه يوجد ارتباط بينها وبين سرطان المعدة
4- اضطرابات هرمونية :
بعض الهرمونات قد تقوم بتحفيز النمو المتطرد والغير منضبط للخلايا مثال : ارتفاع هرمون الإستروجين وعلاقته بحدوث سرطان بطانة الرحم
5 - خلل في جهاز المناعة :
فيروس نقص المناعة البشري والذي يدمر جهاز المناعة مرتبط بعدد من السرطانات منها غرن كابوسي – ليمفوما لا هودجكن – سرطان الشرج وسرطان عنق الرحم .
• أعراض السرطان:
1- أعراض موضعية :
في مكان الورم حيث تكون في شكل ظهور كتلة أو ورم غير طبيعي ، نزيف ، ألم ( عادة لا يوجد إلا في المراحل المتأخرة ) ، تقرح – ضغط على الأعضاء المجاورة مما يسبب أعراضاً مثل اليرقان أو الانسداد المعوي ...
2- أعراض جهازية عامة :
منها فقدان الشهية ، نقص الوزن – النحافة الشديدة – التعرق الغزير خاصة ليلاً – ارتفاع درجة الحرارة – أعراض فقر دم .
( الأعراض السابقة ليست دليلاً أكيداً على وجود سرطان فهي تحدث في أمراض أخرى غير سرطانية )
3- أعرض انتشار الورم :
وتكون على حسب المكان الذي انتشر إليه الورم : سعال – أعراض عصبية مثل الشلل أو اضطرابات في وظائف الأعصاب الطرفية كنتيجة لانتشار الورم للجهاز العصبي أو الضغط على الحبل الشوكي – يرقان واضطراب في وظائف الكبد – ألم وكسور في العظام ......
4- أعراض جهازية تسمى متلازمات نظير الورم ( paraneoblastic syndromes )
وتحدث في بعض الأورام النشطة حيث تفرز هرمونات أو مواد شبيهة بالهرمونات تسبب أعراض زيادة نشاط الهرمون المفرز : مثل إفراز مادة شبيهة بهرمون موجه القشرة الكظرية (ACTH ) بواسطة بعض الأورام منها سرطان الرئة ( brochogenic carcinoma ) وسرطان الغدة الدرقية فيسبب أعراض متلازمة كوشنج ، بعض الأورام تفرز هرمون شبيه بالباراثرمون (هرمون الغدة جار الدرقية ) منها بعض أنواع سرطان الرئة والكلى فيسبب ارتفاع نسبة الكالسيوم بالدم ، بعض الأورام تفرز بروتين شبيه بهرمون الإنسولين منها سرطان الكبد مما يسبب هبوط نسب السكر في الدم وهكذا أمثلة كثيرة ......
• التشخيص : ويتم عن طريق :
1- الأعراض .
2- اختبارات معملية : صورة دم كاملة – وظائف الكبد – وظائف الكلى – الكشف عن وجود مستضدات مثل في حالات سرطان البروستاتا ....
3- أشعة عادية .
4- أشعة مقطعية .
5- أشعة بالرنين المغناطيسي .
6- أخذ خزعة أو عينة من الورم لتحليلها باثولوجيا وفحصها مجهرياً وهذا هو الإجراء للتشخيص الأكيد ، كما يفيد في تحديد درجة الورم ( مدى تشابه خلاياه مع خلايا المنشأ أي الخلايا الطبيعية للنسيج الذي نشأ منه الورم ) وكلما كان التشابه أقرب كانت نتائج العلاج ومستقبل الحالة أفضل .
• العلاج :
هناك طرق مختلفة للعلاج ويختلف العلاج على حسب :1- نوع الورم .
2- موقع أو مكان الورم .
3- درجة الورم .
4- مرحلة الورم ( مدى انتشاره في الجسم ) .
5- عمر المريض .
6- الحالة الصحية العامة للمريض .
• ومن طرق العلاج المعروفة :
1- العلاج الجراحي ويهدف إلى :
•استئصال الورم كله كعلاج .
• استئصال جزء من الورم لفحصه مجهرياً للتأكد من التشخيص أو تحديد درجة الورم ومرحلته .• أخذ عينة من عضو أو استئصال عقدة ليمفاوية للكشف عن انتشار الورم لأماكن أخرى .• كعلاج مخفف : في حالة كون الورم كبيراً وضاغطاً على الأعضاء المجاورة يتم استئصال جزء منه لإزالة الضغط وتخفيف الأعراض .
2-العلاج الكيميائي :
* ويُعطى بالفم أو بالحقن ويكون أحياناً علاج مكمل للعلاج الجراحي بعد استئصال الورم إذا كان هناك شك في انتشار الورم إلى أماكن أخرى أو لمنع عودة الورم ، أو في الحالات المتأخرة التي لا يفيد معها الاستئصال الجراحي ، أو في أورام معينة يكون العلاج الكيميائي هو الاختيار الأفضل .
* وعادة يكون بدمج أكثر من دواء معاً حيث تكون النتائج أفضل .
3- العلاج الإشعاعي :
• وهو إما خارجي عن طريق توجيه حزمة من الأشعة لمكان الورم .
• أو داخلي
وذلك بزراعة أسلاك مشعة داخل الجسم ( أسلاك صغيرة يتم توصليها بجهاز يصدر أشعة بجرعات معينة حسب الورم ) توضع في مكان قريب من الورم أو في الفجوة التي تركها الورم بعد اسئصاله جراحياً للقضاء على أي بقايا للورم ، تسمى هذه الطريقة ( brachytherapy ) وأهم الأورام التي تُستخدم فيها هذه الطريقة سرطان الثدي وسرطان بطانة الرحم وسرطان البروستاتا ، ولكن ممكن أيضاً في بعض أورام الفم والبلعوم .



• والأشعة تؤدي إلى تدمير الخلايا السرطانية وموتها وتدمر أيضاً الخلايا العادية ولكن الخلايا العادية ممكن أن تشفى بعد فترة وتعود لنشاطها أما الخلايا السرطانية فلا ، ولذلك تُعطى جلسات الأشعة على فترات أي يكون هناك فترة راحة بين الجلسات لتعطي فرصة للخلايا الطبيعية لتعود لنشاطها وينطلق نفس الكلام تقريباً على العلاج الكيميائي .
• وهناك محاولات حثيثة للتوصل إلى علاجات تؤثر فقط على الخلايا السرطانية .
4- العلاج المناعي :
ويقوم على أساس تحفيز جهاز المناعة للشخص المريض نفسه لمحاربة الورم ويتم ذلك بحقن مستضدات ( يستخدم الآن بعض اللقاحات مثل البي سي جي والانترفيون ) ترتبط بسطح الخلية السرطانية وتحفز جهاز المناعة لتكوين أجسام مضادة تهاجم خلايا السرطان وتدمرها .
5- العلاج الهرموني :
* وُجد أنه يمكن القضاء على بعض أنواع من السرطانات إما بإعطاء هرمونات معينة أو بتثبيط هرمونات ومن الأمثلة على الأورام الحساسة للعلاج بالهرمونات بعض أنواع سرطان الثدي والبروستاتا .
• ولا تزال الدراسات البحثية مستمرة بهدف التوصل إلى طرق أفضل للعلاج ذات نتائج أحسن للمريض سواءً كانت طرق جراحية أفضل أو أدوية أو دمج أفضل للأدوية أو العلاج الجيني أوغيرها ...
• الوقاية :
تعرف الوقاية من السرطان بأنها الوسائل النشطة لتقليل معدل حدوث السرطان .
وهذا يمكن تحقيقه من خلال :
1- تجنب التعرض للعوامل المسرطنة .
2- اتباع نمط غذائي ومعيشي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان .
3- علاج حالات ما قبل السرطان (مثل الأورام الحميدة التي ممكن أن تتحول إلى خبيثة ) .
4- العلاج الوقائي .
* وهناك نوعين من الوقاية :
1- الوقاية الأولية :
وتهدف إلى منع حدوث السرطان في أشخاص لم يصابوا بالسرطان من قبل ولكن لديهم عوامل خطورة عالية للإصابة .
2- الوقاية الثانوية :
وتهدف إلى منع عودة السرطان بعد علاجه أو منع حدوث المضاعفات .
* و تؤكد الدراسات على أن أكثر من 30 % من الأورام الأكثر شيوعاً يمكن توقيها ومنع حدوثها بتجنب تسعة عوامل من العوامل المؤدية إلى السرطان ، هذه العوامل هي :
1- التدخين [color:97fa="Navy"]والتعرض لدخان التبغ ( سرطان الرئة والمثانة والثدي وأخرى ..)[/
COLOR]2- العلاقات الجنسية الغير آمنة والتي تسبب العدوى الفيروسية ( سرطان عنق الرحم – غرن كابوسي – ليمفوما لاهودجكين )
3[color="magenta"]- الإفراط في تناول الكحوليات ( سرطان الفم والمريء والثدي وربما أخرى )
4- عدم ممارسة الرياضة وحياة الكسل والخمول ( سرطان الثدي والقولون ) 5-
[color:97fa="magenta"]النمط الغذائي السيء ( الإكثار من اللحوم . سرطان القولون ، تناول وجبات فقيرة في الخضراوات والفاكهة الطازجة .... سرطان القولون والثدي وأخرى ... ) .
6- تلوث الهواء في المدن ( سرطان الرئة ) .
7- التعرض للإشعاعات وأشعة الشمس لفترات طويلة ( سرطان الجلد ) .
8- كثرة استخدام الوقود المنزلي الصلب مثل الخسب والفحم .
9- الإبر الملوثة ( فيروس الإيدز وفيروس الالتهاب الكبدي ب ، ج ) .
• الوقاية باستخدام العلاج الكيميائي :
- مثل استخدام التاموكسيفين ( tamoxifen ) أوالرالوكسيفين (raloxifene ) يومياً لمدة 5 سنوات يقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي إلى 50 % في النساء اللاتي لديهن عوامل خطورة عالية .
- التطعيم باللقاح الواقي من الإصابة بأنماط معينة من فيروس الحليمومات البشري يقي من الإصابة بسرطان عنق الرحم ( والآن يوصي به في أمريكا للفتيات من سن 9 – 13 سنة ) .•عمل المسوحات لاكتشاف الحالات في مراحل مبكرة :
- مثل الفحص الذاتي للثدي والفحص بالماموجرام .
- تحليل الدم لاكتشاف وجود مستضدات البروستاتا .
- مسحة من عنق الرحم لاكتشاف التغيرات في عنق الرحم قبل حدوث السرطان .
* ولعمل المسوحات للاكتشاف المبكر أثره الإيجابي في جعل فرص العلاج ونسبة الشفاء أفضل ولكن في بعض الأحيان قد يكون له آثاراً سلبية إذ نتائج الفحص قد لا تكون دقيقة 100 % فتُعطي نتائج إيجابية زائفة فيتعرض الشخص لفحوصات أكثر قد تكون لها مضاعفاتها وهو في غنى عنها ، أويتلقى علاجاً لأورام ليست موجودة أساساً .
* السرطان في الأطفال :
ممكن أن يصاب الأطفال بالسرطان في أي عمر ولكن أعلى معدل للإصابة يكون خلال السنة الأولى من العمر .
• معدل الإصابة في الذكور و الإناث متساوي تقريباً .
• المعدل أعلى في الأجناس البيضاء عنهم في السود .
• أكثر أنواع السرطان شيوعاً في الأطفال :
الليوكيميا – ثم سرطان الجهاز العصبي المركزي – ورم الأرومة العصبية ( neuroblastoma )
ثم يأتي بعد ذلك :
ورم ويلمز( Wilms'tumour ) - الأورام الليمفاوية – غرن العضلات المخططة – ورم أرومة الشبكية – سركوما العظام – غرن إيونج Ewing sarcoma .
• نسبة الشفاء جيدة جداً في حالات أورام الأرومة العصبية وورم ويلمز وورم الأرومة الشبكية .
وجيدة إلى حد ما في حالات الليوكيميا ولكنها سيئة في باقي الأنواع .
عافانا الله وإياكم وشفى جميع النرضى