منتديات الفرسان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الترجمة الأدبية والتلقي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نسمة أمل
~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~
نسمة أمل


عدد الرسائل : 8001
أوسمة ممنوحة : الترجمة الأدبية والتلقي 01-10-10
السٌّمعَة : 1
نقاط : -2
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

الترجمة الأدبية والتلقي Empty
مُساهمةموضوع: الترجمة الأدبية والتلقي   الترجمة الأدبية والتلقي Empty2008-04-09, 12:13 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الترجمة الأدبية والتلقي

3- 1- نقد الترجمة الأدبية‏

أصوله- إمكاناته- حدوده‏

ملخص‏

شهدت الثقافة العربية كثيراً من المعارك النقدية حول الترجمة الأدبية، إلاّ أنّ تلك المعارك كانت تدار بصورة شخصية، فتتحول إلى مساجلات بين النقاد والمترجمين. وسبب ذلك أنها كانت تمارس بصورة ذوقية انطباعية، ولاتستند إلى أصول وأسس موضوعية ومنهجيّة. ولذلك لم تؤد تلك المعارك إلى تقييم الترجمات وتقويمها بصورة مجدية مما يسهم في تطوير حركة الترجمة الأدبية في الوطن العربي. وبعد أن ظهرت نظرية الترجمة الأدبية الحديثة لم يعد مقبولاً أن يمارس نقد الترجمة الأدبية بالطريقة القديمة، بل أصبح من الضروري أن يتمَّ بصورة منهجيّة تستند إلى أسس نظرية واضحة، وأن يكون ناقد الترجمة متمتعاً بكفاءة علميّة ولغوية وثقافية مناسبة.‏

وفي مقدمة الأسس التي ينبغي أن يعتمد عليها نقد الترجمة الأدبية مفهوم "التعادل"، فهو محور نظريات الترجمة كلها، أدبية أم علميّة. إلاّ أن "التعادل" في الترجمة الأدبية مسألة خلافية جداً، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأبعاد الأسلوبية والجمالية للترجمة. فلكلّ أدب قومي تقاليده الأسلوبية التي قد تختلف جذرياً عن التقاليد الأسلوبية للآداب الأخرى. إلاّ أنه لايجوز لتلك الإشكالية أن تدفعنا لأن نستغني عن مفهوم "التعادل"، بل علينا أن نحدد مضمونه بدقّة وأن نستخدمه بصورة ديناميكية تأخذ خصوصية النصوص الأدبية في الحسبان. ومن الأمور التي تنطوي على إشكالية خاصة مسألة نقد الترجمات التي تنجز عن لغات وسيطة. هل نقيّم تلك الترجمات في ضوء تعادلها الدلالي والأسلوبي مع الترجمات الوسيطة التي استندت إليها، أم نقيمها في ضوء تعادلها مع الأعمال الأدبية الأصلية؟ ومهما يكن من أمر فإن نقد الترجمة الأدبية وسيلة ضرورية لتقييم الترجمات وتقويمها، وصولاً إلى الارتقاء بحركة الترجمة الأدبية وإلى تفعيل دورها في العلاقات الأدبية والثقافية بين العرب والأمم الأخرى.‏

1- معارك نقدية:‏

تشهد الحياة الثقافية العربية من حين لآخر معارك نقدية حول الترجمات الأدبية ومدى أمانتها ودقّتها ومكافأتها للأصل. وكثيراً ما تتطور تلك المعارك بصورة دراماتيكية وتتحوّل إلى مهاترات شخصيّة تبعد الأطراف المتخاصمة عن الموضوع الأصلي لمعركتهم، ألا وهو سلامة الترجمة وجودتها(1) .وفي الحقيقة فإنّ للمستوى الذي تنحدر إليه تلك المعارك أسباب متعددة أبرزها: انتشار نرجسيّة مفرطة لدى كثير من المترجمين العرب، مما يجعلهم غير مستعدّين لتقبّل النقد بروح رياضية، وغير قادرين على الاستفادة منه. فهؤلاء المترجمون الذين لم يعوّدوا أنفسهم على تقبل النقد وتلقّيه برحابة صدر، والنظر إلى جوانبه الموضوعيّة، لا يرون في النقد سوى تهجّم موّجه ضّد أشخاصهم، فينبرون للردّ عليه بكلّ نزق وعدوانية، وكأن الكرامة الشخصية لكلّ منهم في الميزان(2) .من الممكن ردّ تلك العصبيّة إلى ضعف الثقة بالنفس لدى بعض المترجمين، وإلى إدراكهم بصورة غير واعية أنّ الترجمات التي أنجزوها هزيلة، ولا يمكن الدفاع عنها بالحجج الموضوعية،فيحرفون المعركة من معركة حول شأن ثقافي هو الترجمة، إلى معارك شخصية، وكأن بين أحدهم وبين الناقد ثأراً قديماً. وفي كلّ الأحوال فإن العصبيّة والعدوانيّة اللتين يردّ بهما بعض المترجمين العرب على ما يوجّه إلى ترجماتهم من نقد هو شكل من أشكال غياب التقاليد النقدية من حياتنا العامّة، ومظهر من مظاهر السلوك اللاديمقراطي المتفشّي في مجتمعنا. إنه سلوك من لا يعرف سوى واحد من أمرين: أولهما التأييد المطلق الذي يأخذ شكل الإطراء الشديد، حتى وإن كان من الواضح أنّ ذلك الإطراء من قبيل النفاق والتملّق. أمّا الأمر الثاني فهو التهجّم الشخصيّ والعداء والافتراء. إنّ ما نفتقر إليه في حياتنا الثقافية والعملّية وغيرها هو النظر إلى الأمور الخلافيّة بروح التسامح، وأنّ نقبل النقد ونستفيد منه إذا كان صحيحاً وموضوعياً، وأنّ نفرّق بين موضوع النقد، أي الترجمات الأدبية في هذه الحالة، وبين أشخاص المترجمين التي لا يجوز أن تكون موضوع نقد(3) . إنّ سلوكاً حضارياً كهذا لم يتأصّل بعد في نفوسنا وفي مجتمعاتنا بدرجة كافية، رغم كثرة حديثنا عنه. وغياب ذلك السلوك هو أحد أعراض الأزمة العميقة التي تعاني منها الديموقراطية في العالم العربيّ(4) .‏

أمّا الدلالة الثانية لهذه الظاهرة فهي الجهل بأصول نقد الترجمة الأدبية وعدم إحاطة كثير من النقّاد بأسس هذا النوع من النقد وإجراءاته، وعدم معرفتهم بإمكاناته وحدوده. فنقد الترجمة الأدبية ضرب خاص من النقد، وتنبع خصوصيته من خصوصيّة موضوعه، أي الترجمة الأدبية. وأصول نقد الترجمة الأدبية غير مستوعبة بصورة كافية في العالم العربي، مما يجعل نقّاد الترجمة غير قادرين على ممارسة هذا النقد بصورة مناسبة، ويؤدي إلى تسّرع بعضهم في إطلاق أحكام تقييميّة قاسية على الترجمات، وأحياناً على المترجمين أنفسهم، فيثيرون بذلك حفيظتهم، وينجم ذلك التوتر السائد بين النقّاد والمترجمين. ولعلّ هذا يفسّر جانباً أساسيّاً من جوانب ما تتصف به المعارك النقدية العربية المتعلقة بالترجمة الأدبية من افتقار إلى الموضوعية، ومن تهجّمات شخصية ومجافاة للأهداف الثقافية والعلمية.‏

2- نقد الترجمة الأدبية: لماذا؟‏

ما أهمية نقد الترجمة الأدبية، وما هي مسوّغاته وجدواه، وما هو الدور الذي يمكن أن يؤديه في الحياة الثقافية العربية؟‏

إنّ وظيفة نقد الترجمة لا تختلف من حيث المبدأ عن وظيفة النقد الأدبي. وتتلخّص تلك الوظيفة في غربلة النصوص الأدبية المترجمة، وصولاً إلى فصل الغثّ عن السمين، والجيّد عن الرديء. ومن خلال ذلك الفرز يمكن تحقيق هدفين: أولهما إرشاد المتلقّي أو القارئ إلى الترجمة الجيدة ليقوم باستقبالها، وتحذيره من الترجمة الرديئة كي يتجنبها. إن نقد الترجمة يقوم هنا بدور إرشاديّ تجاه القارئ. فهل القارئ بحاجة إلى ذلك المرشد؟ وجوابنا عن هذا السؤال هو أنّ متلقي الترجمة الأدبية بحاجة ماسّة إلى هذا النوع من الإرشاد، وذلك لأنه لا يعرف النصّ الأدبي المترجم في صورته الأصليّة(أي بلغة المصدر الأجنبيّة) ، ولا يستطيع أنّ يقدّر مدى تكافؤ الترجمة مع الأصل. لذا فإن حاجة ذلك المتلقّي إلى الدور الإرشاديّ لنقد الترجمة تفوق بكثير حاجة متلقي الأدب غير المترجم إلى النقد الأدبي.‏

أما الهدف الثاني الذي يحققه نقد الترجمة فهو يتعلق بالمترجم نفسه. فالنقد يهديه إلى مواضع القوّة والجودة في ترجمته ليتمسك بها ويعزّزها، ويدله على مواطن الضعف والفشل والرداءة في ترجمته ليتلافاها ويصحّحها. إنّ نقد الترجمة يقدّم للمترجم "تغذية راجعة" (Feed back) أو ردة فعل على ترجمته، وهذا أمر بالغ الأهمية ينتظره المترجم بفارغ الصبر. فالمترجم، كأيّ مبدع أو منتج ثقافيّ، بحاجة لأن يعرف رأي المتلقّين في إبداعه وإنتاجه. إنه بحاجة لأن يقرأ أو يسمع من يقول له: لقد أجدت فيما قدّمته، أو: إنك لم توفّق في عملك، فاسعَ لإزالة أسباب الإخفاق. أما الشيء الذي لا يرضى عنه المبدع ولا المترجم، فهو أن يتجاهل المجتمع إبداعه أو إنتاجه. فالتجاهل هو أكبر مصدر لما يعاني منه المبدعون والمترجمون من إحباط وخيبة. والنقد هو أهمّ ردود الفعل التي تصدر عن المتلقّين وأبرزها، ولذلك يعيره المبدعون أهمية قصوى. وهذا هو سبب كلّ ما يعبّرون عنه من خيبة أمل، بل ونقمة، على النقد، وهذا هو مصدر رئيس من مصادر ذلك التوتر المستمّر القائم بين الإبداع والنقد. إنه وليد التناقض الذي يحكم العلاقة بين طرف يحتاج إلى"التغذية الراجعة" الإيجابية(الثناء) وطرف يضنّ عليه بتلك"التغذية"(5) .‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-forsan.yoo7.com/
نسمة أمل
~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~
نسمة أمل


عدد الرسائل : 8001
أوسمة ممنوحة : الترجمة الأدبية والتلقي 01-10-10
السٌّمعَة : 1
نقاط : -2
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

الترجمة الأدبية والتلقي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الترجمة الأدبية والتلقي   الترجمة الأدبية والتلقي Empty2008-04-09, 12:14 pm

عند الحديث عن أهمية نقد الترجمة الأدبية ووظيفته لا يجوز أن تغيب عن أذهاننا حقيقة أن الدور الذي تضطلع به الترجمة عموماً، والترجمة الأدبية على وجه الخصوص، في العلاقات الثقافية الدولية المعاصرة يتنامى بإطراد. لقد تحوّل عالم اليوم بفضل التقدم الهائل الذي أحرزته وسائل النقل والاتصال إلى"قرية كونية"، ولكنها قرية يعيش فيها عدد هائل من الثقافات واللغات. إنها ثقافات متنوّعة ومختلفة، لا بل متضاربة في كثير من جوانبها وقيمها، ولكن حامليها يلتقون ويتعاملون ويحتكّ بعضهم بالبعض الآخر بكثافة لا مثيل لها في تاريخ البشرية، مما يشكل مصدر توتر وصراع(6) . ومن هنا تنبع أهمية"حوار الثقافات" في عالم اليوم، وهو حوار تشكّل الترجمة الأدبية أحد مقوّماته الرئيسة. فمن خلال الآثار الأدبية المترجمة تتعرّف الشعوب على بعضها البعض، وتصحّح الصور القوالبيّة المشوّهة التي كوّنها كل شعب عن الشعوب الأخرى(7) ، وتزيد من قدرتها على التفاهم والتعايش السلميّ. فللترجمة الأدبية دور مهمّ في حوار الثقافات. وبتعاظم ذلك الدور يتعاظم دور نقد الترجمة الأدبية، الذي يواكب حركة الترجمة محللاً ومقيّماً وموجّهاً.‏

إلا أن الترجمة الأدبية لا تؤدي دورها بنجاح إلا بقدر ما تكون جيّدة. فالترجمة الجيدة تمكن المتلقي من أن يستقبل العمل الأدبي المترجم بصورة سليمة، ومن أن يكوّن لنفسه صورة صحيحة عن أدب الشعب الأجنبي الذي ينتمي إليه ذلك العمل. أما الترجمة الرديئة فهي تشوّه العمل الأدبي وتحرم المتلقي من استيعابه بصورة سليمة، وتحدّ من إمكان استمتاع المتلقي به والتفاعل معه. وهكذا يتضاءل تأثير العمل الأدبي المترجم، وذلك التأثير الذي يتوقف أولاً وقبل أي شيء آخر على جمال ذلك العمل وفنيته وأدبيته. إن الترجمات الرديئة تقدّم للمتلقي العربيّ صورة مشوّهة عن الآداب والثقافات والمجتمعات الأجنبية التي تنتمي إليها الأعمال الأدبية المترجمة. وبذلك فإن تلك الترجمات تسيء إلى الثقافة الأجنبية المرسلة، لأنها تقدّم صورة مشوّهة عنها، وتسيء إلى الثقافة العربية المستقبلة، لأنها تنقل إليها روائع الأعمال الأدبية الأجنبية مشوّهة ومقزّمة(8) ، فتحرم المتلقّين العرب من استقبال تلك الروائع استقبالاً مناسباً، والتفاعل معها والاستفادة منها إبداعياً بطريقة التأثير الخلاّق المنتج(9) . إننا لا نبالغ البتة إذا قلنا إنّ الترجمات الأدبية الرديئة تُسيء إلى الثقافتين المرسِلة والمستقبلة، الأجنبية والعربية في آن واحد، وتشكل عائقاً أمام حوار الثقافة والتفاهم بين الشعوب. ولذا فإنّ التصدي لتلك الظاهرة، وذلك بدراستها ونقدها وتسليط الأضواء الكاشفة عليها، هو مهمّة ثقافية وعلميّة ملحة.‏

في ضوء ما تقدم فإنّ نقد الترجمة الأدبية ليس أمراً مشروعاً فحسب، بل هو نشاط ثقافي وعلمي حيوي، إذا أردنا أن تمارس الترجمة الأدبية في حياتنا الثقافية ذلك الدور الثقافي والعبر- ثقافي الجوهريّ الذي ينبغي لها أن تمارسه.‏

3- ناقد الترجمة:‏

هل بوسع أيّ ناقد كان أن يمارس نقد الترجمة الأدبية، أم يتطلّب هذا النوع من النقد أن تتوافر للناقد مؤهلات وكفاءات خاصّة؟ إنّ ممارسة نقد الترجمة الأدبية هي ممارسة لنشاط ثقافي وعلمي ينبغي لممارسه أن يكون ذا تكوين لغوي وثقافي وعلميّ خاص، يختلف عن تكوين الناقد الأدبي. وفي مقدمة المؤهلات التي لابدّ له من أن يمتلكها أن يكون محيطاً باللغة الأجنبية التي تُرجم عنها العمل الأدبي، وبالأدب والثقافة الأجنبيين اللذين ينتمي إليهما ذلك العمل. وإنّ هذه الكفاءة اللغوية والثقافية تمكّن الناقد من أن يرجع إلى العمل الأدبيّ الأصلي، وأن يقارنه بالترجمة ليتبيّن مدى جودته. أما الأشخاص الذين لا تتوافر لهم كفاءة كهذه فمن الأفضل ألاّ يتنطحوا لنقد الترجمة الأدبية، وأن يتركوا هذا العمل لأشخاص مؤهّلين لممارسته.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-forsan.yoo7.com/
نسمة أمل
~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~
نسمة أمل


عدد الرسائل : 8001
أوسمة ممنوحة : الترجمة الأدبية والتلقي 01-10-10
السٌّمعَة : 1
نقاط : -2
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

الترجمة الأدبية والتلقي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الترجمة الأدبية والتلقي   الترجمة الأدبية والتلقي Empty2008-04-09, 12:15 pm

ثمّة من يعترض على هذا الرأي قائلاً: ليس من الضروري أن يلمّ ناقد الترجمة باللغة الأجنبية، وأن يكون قادراً على الرجوع إلى العمل الأدبي المترجّم في لغته الأصلية، بل يمكنه أن يمارس نقد الترجمة دون أن تتوافر له تلك الكفاءة. وباستطاعة الناقد أن يقرأ الترجمة ويتذوقها ويقيم سلامتها اللغوية والأسلوبية في ضوء انسجامها مع التقاليد الأسلوبية للغة الهدف، أي العربية، فيبيّن مدى خلوّها من الركاكة والعجمة والأخطاء اللغوية وما إلى ذلك من أمراض ترجميّه. ومن المؤكد أنّ نقد الترجمة ضمن هذه الحدود أمر ممكن، حتى بالنسبة لناقد لا يعرف لغة المصدر الذي تُرجم عنه العمل الأدبي، ولم يطّلع على الأدب الأجنبي الذي ينتمي إليه ذلك العمل. إنّ باستطاعة ناقد كهذا أن يمارس تلك الجوانب من نقد الترجمة التي تتعلّق بلغة الهدف: كسلامة اللغة من النواحي القواعدية، وسلاسة الأسلوب وأصالته وأدبيّته وخلوّه من العجمة، وهذه جوانب لا يستهان بها من نقد الترجمة.‏

فالمتلقي العاديّ غير معنيّ بأمانة الترجمة ودقّتها ومدى مكافأتها للأصل وما إلى ذلك من الأمور التي تعني المختصّين فقط، بل هو معنيّ بأن يكون النصّ الأدبيّ المترجم الذي يستقبله نصّاً سليم اللغة، جميل الأسلوب، وأن يجد القارئ متعة أدبيّة في تلّقيه. إلا أنّ نقد الترجمة الأدبية لا يجوز أن ينحصر في الجوانب التي تهمّ المتلقّي العادي وأن يقتصر عليها، بل لابد له من أن ينطلق من حقيقة أنّ العمل الأدبي المترجم هو عمل ذو أصل أجنبيّ، وهو مطالب بأن يكون متناظراً مع ذلك الأصل من حيث النصّ والمعنى والأسلوب، وهذه مسألة لا يستطيع الناقد أن يوفّيها حقّها ما لم يكن محيطاً باللغة الأجنبية وأدبها وثقافتها.‏

أما النوع الثاني من الكفاءة التي ينبغي أن تتوافر لناقد الترجمة الأدبية فهو القدرة على صياغة أفكاره وتحليلاته وتقييماته بصورة مناسبة، وعلى مخاطبة المتلقي وإيصال الناتج والأحكام النقدية إليه. ومن هذه الناحية لا تختلف الكفاءة اللغوية والأسلوبية لناقد الترجمة الأدبية عن كفاءة الناقد الأدبي بصورة جوهرية. فكلاهما مطالب بأن يعرض تحليلاته النقدية وآراءه وأن يصوغها بطريقة مناسبة(10) . فإذا لم يقم بذلك، كأن يحتفظ بنتائجه لنفسه، فلا يصوغها ولا ينشرها، فإنّ ذلك"النقد" لا يكون له أيّ تأثير ولا يمارس الدور المطلوب. والشيء نفسه يمكن أن يقال عن الحالات التي لا يعبّر فيها الناقد عن آرائه ولا يقدم النتائج التي توصل إليها بصورة مناسبة، أي بطريقة منهجية واضحة أنيقة الأسلوب، تخاطب المتلقي وتوصل إليه الرسالة التي يوّد الناقد إيصالها. أمّا إذا عبّر الناقد عن نقده بصورة مشوشة تفتقر إلى المنهجية والترتيب، أو بأسلوب موضوعيّ جاف ومعقَد، فإنه ينفّر المتلقي ولا يؤثر فيه ويخسره. إن علّمية الكتابات النقدية لا تسوّغ صياغة تلك الكتابات بطريقة تجعل المتلقين يعرضون عن قراءتها، فهي بذلك تفقد القدرة على إرشاد المتلقين والمترجمين على حدّ سواء، وتعجز عن أن تؤدي وظيفتها الثقافية التي ندبت نفسها لأدائها.‏

ومن الأمور التي لابدّ من أن تدخل في تكوين ناقد الترجمة الأدبية وأن يحيط بها هذا الناقد إحاطة جيّدة نظريات الترجمة وأساسيات علم الترجمة. فهي تزوّده بأدوات ومفاتيح نقدية لا غنى له عنها. إنّ الناقد لا يستطيع أن ينقد ترجمة أدبية ما لم يكن، على سبيل المثال، ملمّاً بنظريات"التناظر"(Aequivalenz) في الترجمة وبإشكاليّة ذلك المفهوم. ومن الضروري أيضاً أن يكون ناقد الترجمة الأدبية مطلّعاً على اللسانيات التطبيقيّة، باعتبارها أكثر فروع علم اللغة الحديث اهتماماً بالترجمة، وبعلم الأسلوب والشعريّة ونظريّة الأدب وكل تلك العلوم ذات الصلة بالأدب واللغة والنقد... ناهيك عن إحاطته بأدبي لغة المصدر(اللغة الأجنبية) ولغة الهدف(اللغة العربية) .‏

4- جوهر نقد الترجمة‏

لئن كانت هذه أهمّ مكونات"عدّة" ناقد الترجمة الأدبية، فما هي الأدوات النظرية التي ينبغي له أن يمتلكها؟ في طليعة تلك الأدوات يأتي المفهوم السليم لطبيعة الترجمة الأدبية، وهو مفهوم تزوّده به نظرية الترجمة. ومن المعروف أنّ لبّ تلك النظرية هو مفهوم"التناظر" أو"التعادل" أو"التكافؤ"( Aequivalenz) بين النصّ المترجم الذي صيغ بلغة الهدف وبين أصله في لغة المصدر الأجنبيّة(11) .والتناظر في الترجمة مسألة تنطوي على إشكالية كبيرة، خصوصاً في مضمار الترجمة الأدبية(12) . ففي هذا النوع من النصوص ليس المهمّ أن يحقّق المترجم تناظراً في المضمون أو المحتوى(Inhalt) فحسب، بل أن يحقّقه على الصعيد الأسلوبي والجمالي أيضاً. وهذا ما حمل بعض علماء الترجمة ومنظريها على التمييز بين نصوص"بارزة المضمون" (Inhaltsbetont) وأخرى بارزة الشكل(Formbetont) (13) . وذهب بعض منظّري الترجمة إلى حدّ الشك في جدوى مفهوم"التناظر" نفسه، ودعوا إلى استبداله بمفهوم"التقارب(Korrespondenz) (14) . بينما دعا آخرون إلى إعادة صياغة مفهوم"التناظر" وإلى تحديد محتواه من زاوية أخرى، هي زاوية التأثير على المتلقي. فالترجمة الصحيحة، وفقاً لذلك المفهوم، هي الترجمة التي يعادل تأثيرها في نفس المتلقي الذي يستقبلها في لغة الهدف ذلك التأثير الذي يحدثه النصّ الأصلي في نفس المتلقّي الذي يستقبله في لغة المصدر. وقد أطلقت على هذا النوع من التناظر تسمية"التناظر الديناميكي" (Dynamische Aequivalenz) تميزاً له عن التناظر بالمعنى التقليدي(15) .‏

مهما يكن من أمر فإن التناظر في الترجمة مفهوم إشكالي خلافي، وليس هناك إجماع على تحديد مضمونه وجدواه. ولكن هل يُستنتج من ذلك أن نتخلّى عن هذا المفهوم، ونعفي الترجمة من مطلب تحقيقه؟ إنّ إشكالية مفهوم ما لا تعني بالضرورة أنه غير صالح، ولا يجوز أن تدفعنا إلى الاستغناء عنه. فتحقيق"التناظر" هو مطلب يجب أن تلتزم به الترجمات، علميّة كانت أم أدبية. إنه مطلب مثالي أو شبه مثالي، إذا أصرّ المرء على تحقيقه بصورة كاملة يكون كمن يطالب بالحدّ الأقصى وينشد الكمال. إلا أننا نعرف جميعاً أنّ الكمال غير ممكن التحقيق، وكذلك التناظر الكامل في الترجمة. أمّا التناظر الممكن فهو التناظر الجزئي أو النسبي، وكلما زادت تلك النسبة كانت الترجمة أفضل، والعكس صحيح. وسواء أخذنا بمفهوم التناظر أم استبدلناه واستعضنا عنه بمفهوم آخر كالتقارب، فإننا لا نستطيع أن نتخطّى حقيقة جوهرية، ألا وهي أنّ الترجمة نصّ صيغ بلغة الهدف(العربية) وفقاً لمعطيات نصّ آخر صيغ بلغة المصدر(الأجنبية) ، وهو لهذا السبب مطالب بأن يتقيّد بمعطيات أصله الأجنبي نصّاً ومعنى وأسلوباً. وما نقد الترجمة الأدبية في جوهره إلا تفحّص الترجمة ودراستها بصورة منهجيّة، لإظهار مدى تقيّدها بمعطيات النصّ الأجنبي وانسجامها معه. فمقارنة الترجمة بالأصل أو مواجهتها به لهذه الغاية هي لبّ نقد الترجمة الأدبية وجوهرها.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-forsan.yoo7.com/
نسمة أمل
~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~
نسمة أمل


عدد الرسائل : 8001
أوسمة ممنوحة : الترجمة الأدبية والتلقي 01-10-10
السٌّمعَة : 1
نقاط : -2
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

الترجمة الأدبية والتلقي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الترجمة الأدبية والتلقي   الترجمة الأدبية والتلقي Empty2008-04-09, 12:15 pm

5- أصول نقد الترجمة‏

كيف يُجري ناقد الترجمة الأدبية تلك المقارنة أو المواجهة، وكيف يتوصّل إلى أحكام نقديّة نتيجة لذلك؟ إنّ إجراءات نقد الترجمة تتوقّف على طبيعة الكتابة النقدية. فعندما يتعلّق الأمر بمراجعة نقديّة صحفيّة لعمل أدبي مترجم، يكون الناقد مضطراً لإصدار تقييمات وأحكام إجماليّة، ولأن يكتفي بالتطرق إلى جودة الترجمة بإيجاز. فالمقالة الصحفية لا تتسع للتحليل المنهجي التفصيلي، بل إنّ ذلك ليس مطلوباً ممن يراجع كتاباً مترجماً في الصحافة الثقافية. إنّ القارئ ينتظر من الناقد في هذه الحالة أن يقدّم له حكماً نقدياً إجمالياً يتّخذ منه أساساً لقراره أن يقرأ الكاتب أو ألا يقرأه. أمّا عندما يتعلق الأمر بدراسة أو ببحث لإحدى الدوريّات الثقافية والعلمية والجامعية فإن الأمر يكون مختلفاً. إن حجم بحث كهذا يبلغ في المتوسط عشرين صفحة، مما يفسح المجال لإيراد نماذج وعيّنات من الترجمة وتحليلها من خلال مواجهتها بالنصّ الأصلي ومقارنتها به جملة بجملة، وكلمة بكلمة، وإظهار مواطن النجاح والإخفاق في الترجمة. إنّ هذا النوع من نقد الترجمة الأدبية واسع الانتشار نسبياً، وقد أنجز كاتب هذه السطور عدّة أبحاث تدخل في هذا الباب(16) . وثمة نوع ثالث من نقد الترجمة هو ذلك النوع الذي يأخذ شكل رسائل جامعيّة(الماجستير والدكتوراه) والكتب التي تعالج ترجمات أدبيّة بصورة تطبيقية(17) . فمن الممكن أن تخصص رسالة جامعية أو كتاب بأكمله لنقد ترجمة أدبية واحدة أو عدة ترجمات أدبية، كأن يخصص الباحث كتاباً لدراسة الترجمات العربية لقصص كافكا أو مسرحيات شكسبير أو روايات دستويفسكي، أو لدراسة الترجمات العربية لمسرحية غوته((فاوست) ) مثلاً. في دراسات كهذه ثمة متّسع لاستقصاء كلّ ما ينطوي عليه العمل الأدبي المترجم من أخطاء ترجميّة على الصُعد كافة: النصيّة والدلاليّة والأسلوبية والجمالية.‏

آ- الصعيد النصي‏

فعلى الصعيد النصي يقوم الناقد باستقصاء ما إذا كان المترجم قد لجأ إلى اختصار النص بحذف كلمات أو جمل أو مقاطع أو فصول منه، وهو أمر كثير الورود في الترجمات الأدبيّة لأسباب كثيرة. فقد يلجأ المترجم إلى اختصار العمل الأدبي المترجم بغرض تصغير حجم الكتاب نزولاً عند رغبة ناشر يريد أن يضغط نفقات الطباعة. وقد يتم الاختصار رغبة من المترجم في إنجاز الترجمة بسرعة لوقوعه تحت ضغط إنتاجي، أو بسبب حاجته إلى المال، أو ظناً منه أنّ المواضيع المحذوفة غير ذات أهمية ولا يؤثر حذفها على القيمة الجمالية والفكرية للعمل الأدبي المترجم. وكثيراً ما يتم الحذف لأسباب رقابية، فيُسقط المترجم تلك المواضيع التي يمكن أن تستغلها الرقابة لمنع الكتاب نشراً وتداولاً، لأن مضمون المواضع المذكورة يتعارض مع القواعد الرقابية المعمول بها في البلاد، وهي قواعد تستند إلى اعتبارات سياسيّة أو دينية أو أخلاقية جنسية غنية عن الشرح(18) . ومن المعروف أن ممارسات رقابية كهذه تكثر في المجتمعات التي تسود فيها أنظمة حكم دكتاتورية وشموليّة لا تحترم حقوق الإنسان وعلى رأسها حقّه في التعبير عن رأيه بحرية(19) .‏

إلا أنّ المترجم قد لا يحذف من النصّ المترجم شيئاً، بل يلجأ على العكس من ذلك إلى توسيعه وإطالته. فهناك من المترجمين من يظنّ أنّ من حقه أن"يطوّر" النص الأدبي وأن"يحسّنَه" وأن يتلافى ما فيه من"عيوب" وثغرات فنية أو فكريّة. إنّ مترجماً كهذا ينصّب نفسه مؤلفاً مشاركاً، ويكون دوره أقرب إلى دور المعدّ منه إلى دور المترجم، ومن الأفضل في هذه الحالة أن يقدّم نفسه معداً لا مترجماً. ومن الأسباب التي كثيراً ما تغري المترجم بأن يضيف إلى النصّ المترجم أموراً ليست واردة في النصّ الأصلي رغبته في شرح النص وتوضيحه، ظناً منه أن يقدم بذلك خدمة للمتلقي. إلاّ أن المكان المناسب لزيادات وإضافات كهذه هي الهوامش. ففيها يستطيع المترجم أن يشرح ويوضّح ما يرى ضرورة لشرحه وتوضيحه، وهذا أفضل من اللجوء إلى طريقة الترجمة الشارحة، التي يختلط فيها دور المؤلف بدور المترجم.‏

ب- الصعيد الدلالي‏

أما المستوى الثاني للتحليل النقدي للترجمات الأدبية فهو مستوى الدلالة أو المعنى. وعلى هذا الصعيد يستطيع الناقد أن يدرس مدى تقيّد المترجم بمعاني النصّ الأجنبي وتمكّنه من نقل تلك المعاني إلى لغة الهدف بأمانة ودقّة. ولكن من المعروف أنّ الدقة والأمانة في ترجمة المعاني مسألة نسبيّة، مما يعني أن تحقيق التناظر الدلالي الكامل بين الترجمة والأصل أمر نسبي أيضاً. ومع ذلك لابدّ من التفريق بين نوعين من الانحرافات الدلالية في الترجمة: نوع طفيف أو ضئيل، وهو كثير الورود ولا يمكن أن تخلو منه ترجمة أدبية، ونوع آخر يتمثل في الانحرافات الكبيرة أو الفاحشة التي ترجع إمّا إلى خطأ في فهم النص الأصلي، أو إلى خطأ في التعبير عن المعنى بلغة الهدف. وأشكال إساءة فهم النصّ الأصلي مختلفة، فقد تتمثل في إساءة فهم مفردة أو تعبير اصطلاحي أو وحدة معجمية صغيرة أخرى، ولكنها قد تتعلق بإساءة فهم البنية النحويّة للجمل والنص. ومن أكثر أشكال إساءة فهم النصّ الأجنبي شيوعاً إساءة فهم التعابير الاصطلاحية(Phraseologie) والعبارات التي تنطوي على استخدامات مجازيّة للغة. وقد دلّت دراسات نقدية كثيرة على أنّ إساءة فهم التعابير الاصطلاحية والمجازية يشكّل مصدراً رئيسياً من مصادر الخطأ في الترجمة الأدبيّة(20) .‏

ت- الصعيد الأسلوبي‏

أما المستوى الثالث والأهمّ للتناظر في الترجمة الأدبيّة وبالتالي في نقد الترجمة، فهو المستوى الأسلوبي والجمالي. وهذا المستوى هو في الوقت نفسه أكثر المستويات إشكالية. إن تحقيق التناظر في الترجمة الأدبية على هذا الصعيد هو أمر يصعب تصوره، وذلك لما بين اللغات والآداب من اختلافات كبيرة في التقاليد الأسلوبية والجمالية. إلا أنّه من الممكن إيراد بعض المعايير التي ما لم تتوافر في الترجمة الأدبية، لا يمكن القول إن حدّاً مناسباً من التناظر الأسلوبي والجمالي بين الترجمة والأصل قد تحقّق. وبالطبع فإنّ مشكلات هذا النوع من التناظر تختلف باختلاف الجنس الأدبي للعمل المترجم. فمشكلات التناظر الأسلوبي والجمالي في ترجمة النصوص الشعرية الغنائية الوجدانية تتعلق بصورة رئيسة بمسائل الأوزان الشعرية وموسيقى الشعر والقافية والانزياح في اللغة الشعرية والطاقة الإيحائية والتعبيرية للمفردات والتعابير والتراكيب، وبالمجازات والصور البيانية والفنيّة... وهذه المشكلات كبيرة إلى درجة تسوّغ القول بأنّ هذا النوع من النصوص الأدبية عصيّ على الترجمة(21) . فنظام الأوزان الشعرية يختلف من أدب لآخر، ومن غير الممكن أن يتوصل المترجم إلى حلول كاملة لهذه المسألة. ويكفي أن يذكّر المرء بالمفارقات التي حدثت وتحدث عندما تترجم قصائد شعرية من الآداب الأوروبية إلى العربية، وتستخدم في ذلك بحور الشعر العربي المعهودة، أو يستخدم شكل القصيدة العامودية، فتكون النتيجة نصوصاً تصلح للتندر أكثر مما تصلح لأي شيء آخر. إنها نصوص ليست من التناظر الأسلوبي والجمالي في شيء. فهل نعفي من يترجم قصائد شعرية إلى اللغة العربية من مشقّة تحقيق التناظر بين الترجمة والأصل على صعيد الوزن الشعري وموسيقى الشعر والقافية، ونقبل بأن يترجم الشعر الأجنبي نثراً؟ إنّ المترجم مطالب في هذه الحالة بأن يحقّق تقارباً نسبياً بين الترجمة والأصل، فلا يستخدم في ترجمة قصيدة أجنبية حرة الأوزان والقوافي شكل القصيدة العمودية العربية التي يلتزم فيها الشاعر بوحدة الوزن والقافية. وعلى صعيد اللغة الشعرية ينبغي للمترجم أن يحاول استخدام مفردات وتعابير وتراكيب ذات إيحاءات تقترب على قدر المستطاع من إيحاءات المفردات والتراكيب والتعابير اللغوية الأجنبية.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-forsan.yoo7.com/
نسمة أمل
~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~
نسمة أمل


عدد الرسائل : 8001
أوسمة ممنوحة : الترجمة الأدبية والتلقي 01-10-10
السٌّمعَة : 1
نقاط : -2
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

الترجمة الأدبية والتلقي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الترجمة الأدبية والتلقي   الترجمة الأدبية والتلقي Empty2008-04-09, 12:16 pm

وفيما يتعلق بالجوانب البلاغية والتصوير الفنّي والرموز في النصوص الشعرية، على المترجم أن يحاول أن يصوغ معادلات مناسبة بلغة الهدف، وإن كانت فرص تحقيق التعادل الأسلوبي والجمالي على هذا الصعيد ضئيلة جداً.‏

تبدو الفرصة لتحقيق قدر أكبر من ذلك التعادل متوافرة بالنسبة للنصوص القصصية والروائية. فهذا النوع من النصوص نوع نثريّ يعتمد على عنصري السرد والحوار. ولعل بساطتها الظاهرية هي ما يغري المترجمين بالإقدام على ترجمتها. وبالفعل فإنّ ما يترجم من نصوص قصصية وروائية يشكّل نسبة عالية من مجموع النصوص الأدبية المترجمة. إلا أنه لا يجوز أن يغيب عن أذهاننا إنّ لغة القصة والرواية هي بدورها لغة أدبية، تستخدم فيها الأساليب الأدبية المختلفة التي يتوجب على المترجم أن يوجد ما يعادلها أو يقترب منها في لغة الهدف. ففي النصوص الروائية والقصصية يرد كثير من التعابير الاصطلاحية والتشابيه والاستعارات والكنايات والرموز وأنواع المجاز المختلفة التي يجب على المترجم أن يعرف كيف يتعامل معها بصورة مناسبة. كذلك فإنّ الحوار الروائي والقصصي يطرح مشكلات ترجميّة خاصة. فقد يكون ذلك الحوار في الأصل بإحدى اللهجات العامية أو باللغة الدارجة المنطوقة التي تحمل سمات محليّة لإحدى المناطق، وهذه أمور تنطوي على تحديّات ترجمية كبيرة، وعلى المترجم أن يجد لها حلولاً مناسبة تحقق أكبر قدر ممكن من التقارب الأسلوبي بين الترجمة والأصل. وفي مطلق الأحوال لا يجوز أن يلجأ المترجم إلى نقل النصّ الروائي أو القصصي بلغة تتناقض سماتها مع سمات لغة النصّ الأصلي بشكل واضح، كأن يستخدم المترجم لغة متقعرة عويصة أو قديمة في ترجمة نص أدبي لا تتّصف لغته بهذه الصفة مهما تكن المسوّغات(22) .‏

وينطبق ما قلناه عن ترجمة الحوار الروائي والقصصي بصورة كليّة على ترجمة الحوار المسرحيّ، فالنصّ المسرحيّ نصّ أدبي لم يُكتب ليُقرأ فقط، بل ليُعرض ويمثل على خشبة المسرح ويُستقبل من جانب المشاهدين عبر إلقائه بأفواه الممثلين(23) .إنّه نصّ منطوق ذو بنية لغوية وأسلوبية تجعل إلقاءه أمراً ممكناً. وفي الترجمة يجب أن يحافظ النصّ المسرحي على تلك السمات الخاصّة، وهذا ليس بالأمر السهل. إنّ ترجمة النصوص المسرحية والدراميّة تبدو للوهلة الأولى أسهل أنواع الترجمة، ولكن هذا وهم كبير(24) .‏

ومن المشكلات العويصة في الترجمة الأدبية مشكلة ترجمة النصوص ذات الأسلوب التهكّمي والفكاهيّ والساخر. فما يثير الضحك والسخرية إذا كُتب أو قيل بلغة ما، قد لا يكون له التأثير نفسه ولا تأثير مشابه أو قريب إذا نُقل إلى لغة الهدف بطريقة"أمينة"، لأنّ ذلك التأثير يعتمد على تحريك الأبعاد التراثية واللاشعورية للغة بأسلوب يغلب عليه التلميح والتضمين اللذان يؤديّان إلى إطلاق تداعيات بعضها واعٍ والبعض الآخر غير واعٍ. ولذا فإن صياغة نصّ ساخر أو مضحك أو تهكمّي بلغة الهدف مهمّة بالغة الصعوبة، وليس لها أية حلول جاهزة. وفي حالات كهذه لابدّ من أن يستخدم المترجم قدراته الإبداعية الخلاّقة. فالترجمة الأدبية ليست مجموعة من العمليّات اللغوية فحسب، بل هي نشاط إبداعي، وإعادة إنتاج خلاّقة للنصّ الأدبي في لغة أخرى.‏

تلك هي أبرز أبعاد مسألة التناظر في الترجمة الأدبية التي ينبغي للناقد أن يعيها عندما يبلور إجراءاته النقدية ويضعها موضع التطبيق.‏

6- الترجمة عن لغة وسيطة‏

ثمة حالة إشكالية خاصة من حالات نقد الترجمة، ألا وهي حالة تلك الترجمات التي لم تُنجَز عن اللغة الأصلية للعمل الأدبي الأجنبي بل عن لغة وسيطة. لسنا هنا في معرض التطرق بالتفصيل إلى الأسباب التي أدّت وتؤدي إلى ظهور مثل هذه الترجمات، ولكن لابد من الإقرار بالأهمية التي تتمتع بها على صعيد استقبال بعض الآداب الأجنبية في العالم العربي. فلولا الترجمات التي تمّت عن لغات وسيطة لكانت المكتبة العربية فقيرة جداً بالنسبة للعديد من الآداب الأجنبية، الأوربية وغير الأوربية، كالأدبين الألمانيّ والروسيّ والأدب اليابانيّ. فقد تمّ استقبال ما استقبل من تلك الآداب ليس من خلال الترجمة عن لغاتها الأصلية بل عن لغات وسيطة، وتحديداً عن الإنكليزية والفرنسية(25) . كيف ندرس هذا النوع من الترجمات دراسة نقدية؟ إنّ هذه الترجمات مطالبة، كالترجمات الأخرى، بأن تحقق التناظر أو التقارب مع الأصل، ولكن مع أيّ أصل؟ مع الأصل الوسيط، أم مع الأصل"الأصلي"؟ وهل يكتفي الناقد بأن يدرس تناظر ترجمات كهذه مع أصلها، أي مع النصّ الوسيط الذي انطلق منه المترجم، وذلك بحجّة أن المترجم لا يعرف إلاّ ذلك الأصل، أم يستقصي مدى تناظرها مع النصّ الأصلي الأول؟ هناك من يرى أنه لا يجوز أن يحاسب المترجم على دقة الترجمة وجودتها إلاّ مقارنة بالنصّ الذي انطلقت منه، أي بالترجمة الوسيطة. فالمترجم الذي نقل إحدى قصص الألماني فرانز كافكا(Franz Kafaka) إلى العربية عن الإنكليزية يجب أن يحاسب على مدى تناظر الترجمة التي أنجزها مع"الأصل" الوسيط الإنكليزي(26) ، ومن الظلم أن نطالبه بأن تكون تلك الترجمة متناظرة مع الأصل الألماني لتلك القصة. أمّا أصحاب الرأي الآخر فيرون أنّ الترجمة الوسيطة لا تعنينا في شيء، وما يعنينا هو التناظر بين الترجمة والعمل الأدبي الأصلي. فالمتلقي العربي الذي يستقبل إحدى قصص كافكا مترجمة إلى العربية يتوقّع بصورة تلقائية أن تكون تلك الترجمة أمينة ودقيقة، وأن تكون قد أنجزت عن اللغة التي كتب بها كافكا قصصه، لا أن تكون ترجمة لترجمة وسيطة لقصة كافكا. وفي رأينا فإنّ المعيار السليم الذي ينبغي أن يعتمده الناقد في تعامله مع الترجمات الأدبية التي تتمّ عن لغة وسيطة هو تناظر تلك الترجمات مع الأعمال الأدبية الأصلية، لا مع الترجمات الوسيطة، وذلك على الرغم من أنّ الترجمات التي نحن بصدد الحديث عنها قد انطلقت من الترجمات الوسيطة، لا من النصوص الأصلية. إنّ ما يهمنا ويهمّ المتلقي العربي، هو ما إذا كانت تلك القصة المترجمة إلى العربية التي تنسب إلى كافكا متكافئة أو متقاربة من حيث النصّ والمعنى والأسلوب مع قصّة كافكا الأصليّة، لا مع أيّ ترجمة وسيطة. أمّا هذه فتهمّ ناقد الترجمة لسبب آخر، سبب علميّ، هو إظهار مصدر الأخطاء الترجميّة. هل وقعت تلك الأخطاء عند نقل العمل الأدبي من لغته الأصلية إلى اللغة الوسيطة، أم عند نقله من اللغة الوسيطة التي ترجم إليها إلى لغة الهدف الجديدة. أما التقييم النهائي للترجمة فإنّ مقياسه هو تناظرها مع العمل الأدبي الأصليّ، لا مع الترجمة الوسيطة.‏

ماذا يترتب على ذلك بالنسبة لإجراءات نقد الترجمة؟ من حق الناقد أن يكتفي بأن يواجه الترجمة العربية بالنص الأدبي الأجنبي الأصلي(الألماني في حالة قصة كافكا) وأن يتوصل إلى الاستنتاجات التي تسفر عنها تلك المقارنة، أي إلى الحكم على جودة الترجمة وتناظرها مع الأصل. أما إذا كان ذلك الناقد من أولئك الذين ينزعون إلى الكمال في نقد الترجمة الأدبية، فبوسعه أن يتخذ إجراء إضافياً يتمثل في مقارنة الترجمة العربية بالترجمة الوسيطة التي اعتمدت عليها، ثم يواجه الترجمتين كلتيهما بالنص الأصلي. إلا أن هذا الإجراء النقدي الإضافي لا يجوز أن يغيّر شيئاً في مسألة أنّ لتقييم جودة الترجمة العربيّة مقياساً وحيداً، هو مدى تناظرها أو تقاربها مع النص الأصلي، لا مع النص الوسيط.‏

وعلى أية حال فإن ترجمة النص الأدبي عن لغة وسيطة لا عن لغته الأصلية تؤدي بالضرورة إلى مضاعفة الأغلاط الترجميّة، وإلى زيادة ابتعاد الترجمة عن النصّ الأصلي. فعندما يُنقل النصّ الأدبي من لغته الأصلية إلى اللغة الوسيطة، تقع أخطاء ترجمية تقل أو تكثر حسب جودة الترجمة. وعندما يترجم النصّ نفسه من اللغة الوسيطة إلى لغة الهدف الجديدة ينطلق المترجم من الأخطاء التي تنطوي عليها الترجمة الأولى، ويضيف إليها أخطاء ترجميّة جديدة؛ اللهم إلاّ إذا افترضنا أنّ الترجمة الوسيطة متكافئة كلّياً مع النص الأصلي، وأن الترجمة الثانية متكافئة تماماً مع الترجمة الوسيطة، وبالتالي مع النصّ الأصليّ، وهذه فرضيّة وهميّة ليس لها أيّ أساس واقعي. ففي الواقع تحوي الترجمة الوسيطة أخطاء ترجميّة، تأخذ بها الترجمة الثانية بالضرورة، وتضيف إليها، بالضرورة أيضاً، أخطاء جديدة، لأن هذه الترجمة لا تتناظر مع الترجمة الوسيطة التي اعتمدت عليها واتخذت منها أصلاً. وهكذا تتضاعف الأخطاء الترجمية، ويزداد ابتعاد الترجمة عن النص الأصلي، إلى درجة قد تبلغ حدّ تشويه العمل الأدبي المترجم دلالياً وأسلوبياً وجمالياً.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-forsan.yoo7.com/
نسمة أمل
~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~
نسمة أمل


عدد الرسائل : 8001
أوسمة ممنوحة : الترجمة الأدبية والتلقي 01-10-10
السٌّمعَة : 1
نقاط : -2
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

الترجمة الأدبية والتلقي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الترجمة الأدبية والتلقي   الترجمة الأدبية والتلقي Empty2008-04-09, 12:16 pm

مهما يكن من أمر فإنّ الترجمة الأدبية عن لغة وسيطة ليست ظاهرة صحيّة في حركة الترجمة العربية، بل هي مؤشّر سلبيّ يدلّ على أنّ شيئاً ما في تلك الحركة ليس على ما يرام. ولئن كان لتلك الظاهرة في الماضي ما يسوّغها، كعدم توافر مترجمين عن بعض اللغات الأجنبية، فإنّ تلك المسوغات تتضاءل يوماً بعد يوم، وهي لم تعد قائمة بالنسبة لكثير من الآداب الأجنبية. فاليوم لم يعد هناك أيّ مبرر للقيام بترجمات أدبية عن لغة وسيطة بالنسبة للأدبين الروسيّ والألمانيّ، اللذين طغت الترجمة عن لغة وسيطة على استقبالهما في العالم العربي ردحاً طويلاً من الزمن. فقد ظهر من المترجمين الذين يترجمون عن الروسيّة والألمانية بصورة مباشرة ما يكفي لسدّ حاجة الثقافة العربية إلى الترجمة الأدبية عن هاتين اللغتين. والشيء نفسه يمكن أن يُقال بالنسبة للأدبيين الإسباني والتركيّ وآداب أخرى. ربما مازالت هناك مبررات للترجمة عن لغة وسيطة بالنسبة للأدب الياباني والصيني والهندي والكوري.. وغيرها من الآداب التي لا تدّرس لغاتها في الجامعات العربية(26) ، ولكنّ تلك الأسباب ستزول مع ظهور مترجمين يتقنون تلك اللغات ويترجمون عنها.‏



7- خاتمة‏

تلك هي باختصار شديد أهم أسس نقد الترجمة الأدبية وقضاياه. إنه نقد تزداد أهميته بازدياد الدور الذي تقوم به الترجمة الأدبية في العلاقات الثقافية الدولية. فنقد الترجمة الأدبية هو وسيلة لتطوير حركة الترجمة الأدبية العربية والارتقاء بها لتنهض بذلك الدور على الشكل الأفضل. ويتمثل هذا النقد في غربلة الترجمات الأدبية، وفصل الغثّ عن السمين منها، بهدف إرشاد المتلقين والمترجمين على حد سواء. أما جوهر نقد الترجمة الأدبية فهو مقابلة الترجمة بالنصّ الأصلي، لمعرفة مدى التناظر بينهما، وإظهار الأخطاء التي تنطوي عليها الترجمة وتحليلها. أمّا الناقد الذي يودّ ممارسة هذا النوع من النقد فهو بحاجة إلى تكوين لغوي وثقافي وعلمي خاصّ. ولنقد الترجمة الأدبية أصول وإجراءات تمكّن الناقد الذي يتّبعها من الوصول إلى هدفه، ومن إظهار مدى التناظر النصّي والدلالي والأسلوبي والجماليّ بين الترجمة والأصل. وتختلف مشكلات التناظر باختلاف الأجناس الأدبية. ويشكل نقد الترجمات التي تتم عن لغات وسيطة حالة خلافية من حالات نقد الترجمة الأدبية.‏

وعلى أيّة حال فإنّ نقد الترجمة الأدبية هو، رغم ما يتميز به من خصوصية، نوع من أنواع النقد. وكغيره من ضروب النقد ينبغي أن يوجّه إلى النصوص الأدبية، أي إلى الترجمات، لا إلى المترجمين.ويجب أن يكون نقد الترجمة موضوعيّاً ومعللاً، يتقيّد بأصول وأسس منهجيّة تبعده عن التعسف والاعتباطيّة. ولا يجوز أن يكون نقد الترجمة الأدبية حاسماً وقاطعاً في أحكامه وتقييماته، إلاّ بالقدر الذي يسمح به التحليل الموضوعي للترجمات. فالترجمة الأدبية، مهما كانت دقيقة وجيّدة، هي في حقيقة الأمر اقتراح أو وجهة نظر، تعبّر عن تفسير المترجم للنصّ الأدبي الذي قام بترجمته. ونقد الترجمة الأدبية بدوره لا يمكن أن يخلو من مسحة ذاتية، مهما سعى لأن يكون منهجيّاً وموضوعيّاً. وإذا كان النقد حواراً بين الناقد والنص الأدبي، فإنّ نقد الترجمة الأدبية حوار بين الناقد والترجمة الأدبية. إنه حوار يطرح الناقد في إطاره على الترجمة أسئلة، أبرزها سؤال التناظر، أي السؤال عن علاقتها بالنصّ الأصليّ. إلاّ أنّ نقد الترجمة الأدبية لا يطرح أسئلة كيفما اتفّق، بل يطرحها وفقاً لأصول، عرضناها بإيجاز في هذا البحث.‏

وبعد: فإنّ حركة الترجمة الأدبيّة في العالم العربي يمكن أن تنهض بدور هامّ في التنمية الثقافية العربية(28) ، وهي مقوم أساسي من مقومات الحوار الثقافي بين العرب والعالم. وبقدر ما يكبر دور الترجمة الأدبية تكبر مسؤولية نقدها المطالب بأن يواكبها دارساً ومحللاً ومقيّماً ومرشداً، دون وصاية أو تعصب أو ادعاء. فهل نشهد قريباً انتقال نقد الترجمة الأدبية في العالم العربي من مرحلة"المعارك" التي تغلب عليها المهاترات الشخصية، إلى مرحلة الحوار الموضوعي الهادئ؟‏

الهوامش والإحالات:‏

(1) من أحدث هذه المعارك تلك المعركة النقدية التي دارت على صفحاتا(لأسبوع الأدبي) السورية و(الآداب) البيروتية حول الترجمات العربية لقصص كافكا. راجع بهذا الخصوص مقالنا: ترجمة أدبية أم تشويه للنصّ الأدبي؟ حول الترجمة العربية لقصة كافكا"في مستوطنة العقاب". (الأسبوع الأدبي) دمشق، العدد 460، 27/4/1995، وهي المقالة التي أثارت النقاش الذي أجملناه في مقالنا"من ثقافة التخوين والتفكير إلى ثقافة الحوار". (الأسبوع الأدبي) العدد 501، 15/2/1996 .‏

(2) في هذا السياق لا بأس من التذكير بردّة الفعل التي صدرت عن المترجم الدكتور مصطفى ماهر على كتابي الصادر بالألمانية"استقبال الرواية الألمانية الحديثة في العالم العربي"، وهو كتاب وجّهت فيه نقداً للترجمات التي أنجزها الدكتور ماهر عن الألمانية، فقد زعم في ردّ له أنّ ذلك النقد جزء من مؤامرة حاكتها الحكومة السورية ضدّ مصر لأنها عقدت سلاماً منفرداً مع إسرائيل!! أمّا تحويل الخلاف حول مسائل الترجمة الأدبية إلى خلاف شخصيّ فهو في هذه الحالة أمر غني عن الشرح. راجع بهذا الخصوص كتابنا:‏

A. Abboud : Deutsche Romane im‏

arabischen Orient . Frankfurt / M . 1984 .‏

راجع أيضاً الصيغة العربية لهذا الكتاب: الرواية الألمانية الحديثة- دراسة نقدية مقارنة. دمشق، منشورات وزارة الثقافة، 1993 .‏

(3) كان شيخ النقّاد العرب ميخائيل نعيمة سبّاقاً إلى الدعوة لغربلة الأعمال الأدبية لا غربلة أصحابها(الغربال. بيروت، مؤسسة نوفل، ط 14، 1988) .‏

(4) شتّان بين السلوك"الجاهلي" لبعض المترجمين العرب وبين الموقف الحضاريّ الذي عبّر عنه عمر بن الخطّاب في قوله: "رحم الله امرأ أهدى إليّ عيوب نفسي".راجع: عدد من المؤلفين: أزمة الديمقراطية في الوطن العربي.مركز الدراسات الوحدة العربية، بيروت، 1984 .‏

(5) إنّ الوظيفة المزدوجة لنقد الترجمة الأدبية، المتمثّلة في إرشاد المتلقي والمبدع على حدّ سواء، لا تختلف في جوهرها عن وظيفة النقد الأدبي كما حدّدها ميخائيل نعيمة في"الغربال" (م. س) .‏

(6) وهذا ما حمل بعض المفكرين على الحديث عن"صدام حضارات" يرون أنه سيكون في المستقبل مصدراً رئيساً للصراع والتوتّر في العالم، بعد أن خبا الصراع الطبقيّ وانتهى الصراع بين المعسكرين الرأسماليّ والاشتراكي. حول هذه المسألة راجع مقالنا: "معركة في حرب الثقافات" (الأسبوع الأدبي) دمشق، العدد 485، 26/10/1995 . راجع أيضاً صموئيل هانتينغتون: الإسلام والغرب- آفاق الصدام. ترجمة مجدي شرشر. القاهرة، مكتبة مدبولي، 1995 .‏

(7) للمزيد حول هذه المسألة راجع بحثنا: "دور الترجمة الأدبية في تشكيل صورة العرب في العالم" في كتابنا: "هجرة النصوص- دراسات في الترجمة الأدبية والتبادل الثقافي". دمشق، منشورات اتحاد الكتاب العرب، 1995 .‏

(8) من أشهر حالات التشويه التي تعرّضت لها روائع الأدب العالمي، ما تعرّضت له رائعة الأديب الألماني يوهان ف. غوته"فاوست" على يد بعض المترجمين العرب، وآخرهم الدكتور عبد الرحمن بدوي(راجع: يوهان ف. جيته: فاوست. الكويت، وزارة الإعلام، 1989) . ومن الأدباء العالميين الذين تعرّضت روائعهم لتشويه شديد على يد المترجم نفسه الأديب الألماني الكبير فريدريش شيلر. حول هذه المسألة راجع بحثنا: "أهكذا يكون المسرح العالمي؟ حول الترجمات العربية لمسرحيات شيلر. في (الحياة المسرحية) دمشق، العدد 28- 29، 1986، ص9- 18 .‏

(9) حول التأثير الإبداعي المنتج راجع كتابنا: الأدب المقارن- مدخل نظري ودراسات تطبيقية. حمص، منشورات جامعة البعث، 1992. ص 224 وما بعدها.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-forsan.yoo7.com/
نسمة أمل
~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~
نسمة أمل


عدد الرسائل : 8001
أوسمة ممنوحة : الترجمة الأدبية والتلقي 01-10-10
السٌّمعَة : 1
نقاط : -2
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

الترجمة الأدبية والتلقي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الترجمة الأدبية والتلقي   الترجمة الأدبية والتلقي Empty2008-04-09, 12:17 pm

(10) ميخائيل نعيمة: م. س.‏

(11) بخصوص التناظر في الترجمة راجع: فوزي عطية محمد: علم الترجمة، مدخل لغويّ. القاهرة: دار الثقافة الجديد، 1986، ص201- 215، راجع أيضاً:‏

Jiri Levy: Die literarische Uebersetzung. Theorie einer Kunstgattung. Frankfurt M. Bonn, 1969.‏

Werner Koller : Einfuehrung In die Uebersetzungswissenschaft.‏

Heidelberg, 1983. S. 176 ff‏

(12) J. Levy: a.a.O..‏

(13)‏

- u. Reiss: Moeglichkeiten Und Grenzen Der Uebersetzungskritik‏

Muenchen -1971.‏

(14)‏

- w. Koller : A.A.O.‏

(15) راجع يوجين نايدا: نحو علم للترجمة. ترجمة ماجد النجار. بغداد. وزارة الثقافة، 1976.‏

(16) كان آخر تلك الأبحاث: "روايات هرمان هيسّه وقصصه في ترجماتها العربية"، (عالم الفكر) الكويت، المجلد الرابع والعشرون، العدد الثالث، يناير- مارس 1996 ص277- 294؛ "قصص توماس مانّ في ترجماتها العربية". (الآداب الأجنبية) دمشق، العدد 84، خريف 1995، ص60- 89.‏

(17) يدخل في هذا الباب كتابنا: الرواية الألمانية الحديثة- دراسة استقبالية مقارنة. دمشق: منشورات وزارة الثقافة، 1993. فهو يحوي دراسات تطبيقية حول ما تُرجم إلى العربية من روايات توماس مانّ وهاينريش مانّ وهرمان هيسه وفرانز كافكا.‏

(18) راجع بهذا الشأن: بو علي ياسين: الثالوث المحرّم. بيروت، دار الكنوز الأدبية، 1973.‏

(19) الكتب المترجمة الممنوعة في العالم العربي كثيرة. وقد حُكم على أحد المترجمين العرب بالسجن عقاباً له على ما جاء في رواية ترجمها عن الإسبانية، وكأنّه مسؤول عمّا جاء فيها من أمور تتعارض مع الاعتبارات الرقابيّة التي لا تعلنها الجهات الرسميّة المسؤولة عن تطبيقها ليقوم المترجمون بمراعاتها.‏

(20) حول أسباب الأخطاء الترجمة راجع: J. Levy: a.a.O.‏

(21) حول مشكلات ترجمة النصوص الشعرية: Ebenda‏

(22) تظهر هذه المشكلة بصورة حادّة في ترجمة قصص الأطفال واليافعين. فمن المترجمين من يلجأ إلى ترجمة تلك القصص بلغة عويصة متقعّرة، لا تمتّ إلى لغة النصّ الأصلي ولا إلى الحصيلة اللغوية للطفل بصلة. وأشهر حالة في هذا المجال ما ترجمه وأعدّه المترجم السوري سعد صائب من قصص طفليّة. راجع بحث"أدب الأطفال المترجم في سورية" ضمن كتابنا: هجرة النصوص- دراسات في الترجمة الأدبية والتبادل الثقافي. دمشق، منشورات اتحاد الكتاب العرب، 1995، ص210 وما يليها.‏

(23) راجع: فالترهينك: الدراما الحديثة في ألمانيا. تر. عبده عبود، دمشق: منشورات وزارة الثقافة، 1983، ص12 .‏

(24) نبيل حفّار: مشكلات الترجمة المسرحية. (الموقف الأدبي) دمشق، العدد 227- 228، آذار- نيسان، 1990 .‏

(25) إنّ القسم الأعظم من قصص كافكا مترجم إلى العربية عن لغة وسيطة. بهذا الخصوص راجع مقالنا: كافكا عربياً: بين مطرقة التسييس وسندان اللغة الوسيطة. (الآداب) بيروت، العدد 7- 8- ، تموز- آب 1995، ص 31- 35 .‏

(26) من المؤسف أنّ آداب الشعوب الإسلامية والجارة لا تردنا إلاّ مترجمة عن لغة وسيطة، وما يردنا قليل جدّاً، ولا يكفي للتعريف بتلك الآداب، وهذا مظهر من مظاهر التبعية الثقافية التي تتحكّم في نظام تعليم اللغات والآداب الأجنبية في العالم العربي. راجع مقالنا: تعليم اللغات الأجنبية في العالم العربي- نظرة عن الأبعاد الاجتماعية والحضاريّة. مجلة(العربي) ، الكويت، العدد 352، مارس 1988، ص26- 30 .‏

(27) راجع: لمعي المعيطي(إعداد) : ندوة الترجمة والتنمية الثقافية. القاهرة: الهيئة المصريّة العامّة للكتاب، القاهرة، 1992؛ شحادة الخوري: دراسات في الترجمة والمصطلح والتعريب. دمشق: دار طلاس، 1989، ص79 وما بعدها.‏

مراجع البحث:‏

- أزمة الديمقراطية في العالم العربي. بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 1984 .‏

- جيته، يوهان فولفغانغ: فاوست ترجمة وتقديم د. عبد الرحمن بدوي، الكويت، وزارة الإعلام من المسرح العالمي 432- 234، 1989 .‏

- حفار، نبيل: مشكلات الترجمة المسرحية. (الموقف الأدبي) دمشق، العدد 227- 228، آذار- نيسان 1990 سفر جديد - الخوري، شحادة: دراسات في الترجمة والمصطلح والتعريب. دمشق، دار طلاس، 1989.‏

- الطعمة، صالح جواد: الشعر العربي الحديث مترجماً. الرياض، النادي الأدبي، 1981.‏

- عبود، عبده: تعليم اللغات الأجنبية في الوطن العربي. مجلة (العربي) ، الكويت، العدد 352، مارس 1988‏

- نفسه الرواية الألمانية الحديثة- دراسة نقدية مقارنة. دمشق، منشورات وزارة الثقافة، 1993.‏

- نفسه: روايات هرمان هيسه وقصصه في ترجماتها العربية. في هجرة النصوص- دراسات في الترجمة الأدبية والتبادل الثقافي. دمشق، منشورات اتحاد الكتاب العرب، 1995.‏

- نفسه: قصص توماس مانّ في ترجماتها العربية. في(الآداب الأجنبية) . ع 84، س21، خريف 1995.‏

- نفسه: كافكا عربياً- بين مطرقة التسييس وسندان اللغة الوسيطة. في(الآداب) بيروت، العدد 78، تموز- آب 1995.‏

- نفسه: ترجمة أدبية أم تشويه للنص الأدبي؟ حول الترجمة العربية لقصة كافكا"في مستوطنة العقاب". في (الأسبوع الأدبي) العدد 460، 27/4/1995 .‏

- نفسه: من ثقافة التخوين والتكفير إلى ثقافة الحوار. في (الأسبوع الأدبي) ، العدد 501، 15 شباط 96.‏

- عطية، فوزي: علم الترجمة- مدخل لغوي. القاهرة، دار الثقافة الجديدة، 1986.‏

- نايدا يوجين: نحو علم الترجمة. ترجمة ماجد النجار. بغداد، وزارة الثقافة 1976.‏

- نعيمة ميخائيل: الغربال، بيروت، مؤسسة نوفل، ط14، 1988.‏

- المعيطي، لمعي(تحرير) : الترجمة والتنمية الثقافية. القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1992 .‏

- هانتينغنون، صموئيل: الإسلام والغرب- آفاق الصدام. ترجمة مجدي شرشر، القاهرة مكتبة مدبولي، 1995.‏

- هينك، فالتر: الدراما الحديثة في ألمانيا. ترجمة عبده عبود، دمشق، منشورات وزارة الثقافة، 1983.‏

- ياسين بو علي: الثالوث المحرّم. بيروت، دار الكنوز الأدبية، ط6، 1996.‏

- Abboud, Abdo; Deutsche Romane im Arabischen Orient. Frankfurtl M. 1984.‏

- Koller, Werner: Einfuehrung In die Uebersetzungswissenschaft. 3 Aufl. Heidelberg1992.‏

- Levy, Jiri: Die Literarische Uebersetzung. Frankfurt- Bonn, 1969.‏

- Reiss , Katharina: Moeglichkeiten und Grenzen der Uebersetzungskritik. Muenchen. 1971.‏


منقول للفائذة

دمتم سالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-forsan.yoo7.com/
 
الترجمة الأدبية والتلقي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشعر والتلقي في الجاهلية
» قصة جميلة جدا باللغة الانجليزية مع الترجمة لها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الفرسان :: اسرة الفرسان التعليمية :: الفرسان للتعليم-
انتقل الى: