كاره فارس(ة) جديد
عدد الرسائل : 89 العمر : 48 السٌّمعَة : 0 نقاط : 3 تاريخ التسجيل : 08/09/2007
| موضوع: نظرية الدوائر العروضية للخليل بن أحمد الفراهيدي 2008-04-19, 5:22 pm | |
| نظرية الدوائر العروضية للخليل بن أحمد الفراهيدي س1 : هل استقرأ الخليل الشعر العربي بادئ دي بدء ثم عرف الأوزان والتفعيلات ؟س2 : كيف اهتدى الخليل إلى الأوزان والتفعيلات ؟س3 : هل البحور الشعرية ستة عشر بحرا فقط ؟س4 : لماذا وُلدا هذا العلم كبيرا بعكس معظم العلوم حيث إن معظم الباحثين في هذا المضمار لا يقدمون شيئا جديدا ؟مقدمة : ليس عجيبا أن تفخر الحضارة العربية بجعلها الخليل بن أحمد الفراهيدي عنوانا ومصداقا على نبوغها إذ رأته متجها نحو الشمول ونازعا إلى الوعي في أطراف موضوعاته ونظرياته . ومن ذلك رؤيته لنظام الإيقاع الشعري الذي لم يكن معتمدا على منظور واحد فحسب وإنما يأخذ من الرياضة تجريدها ومن اللغة واقعها ومن الموسيقى فنها نظرية الدوائر العروضية : فكرتها مبنية على نظرية ( التبادل والتوافق ) في الرياضة بمعنى أن ترتيب أجزاء شيء واحد يعطيه صورة معينة ثم بإعادة هذا الترتيب تعطيه صورة أخرى وإذا أعدنا الترتيب مرة ثالثة تولدت صورة رابعة وهكذا دواليك . ومثال ذلك الشيء المتكون من ( أ ب ج د ) يمكن أن نحصل على صورة مختلفة لهذه الأجزاء وذلك بإعادة ترتيبها أو بالتبادل على النحو التالي : أ ب ج د ..... ب أ ج د ..... ج أ ب د ..... د أ ب جأ ب د ج ..... ب أ د ج ...... ج أ د ب ..... د أ ج بأ ج د ب ..... ب ج أ د ..... ج ب أ د ..... د ب أ جأ ج ب د ..... ب د أ ج ..... ج ب د أ ..... د ب أ ج أ د ب ج ..... ب د ج أ ..... ج د ب أ ..... د ج ب أاستعمل الخليل هذه النظرية في التبادل بين أجزاء التفعيلة حتى ينتج صورا أخرى لها فرأى مثلا ( مفاعلتن ) وهي وحدة ) الوافر ) تتكون من ( وتد مجموع ) ( مفا ) و( فاصلة صغرى ) ( علتن ) فلو عكس لنتج (متفاعلن )وهي وحدة ( الكامل)والمنهج عينه سلكه في حصر الكلمات العربية فقد أراد استيعابها جميعها على نحو لم يسبقه أحد ويضمن عدم ولوج النقص إليه خصوصا أن من سبقوه كانوا يذهبون إلى البادية فيسجلون ولا شك أنه عمل مجهدوبعد أن جمع الخليل كلمات اللغة حدد المستعمل منها والمهمل فكان عمله سائرا على منهج علمي حديث متطور في أول معجم عرفته اللغة هو معجم ( العين ( وبنفس الطريقة حصر الخليل أوزان الشعر العربي فالقول : ( أن الخليل استقرأ الشعر العربي بادئ دي بدء ثم عرف الأوزان والتفعيلات ) غير صحيح بل حدد إمكانات الشعر العربي في البداية ثم بحث عن نماذج لهذه الإمكانات في الشعر العربي فوجده ستة عشر بحرا مستعملا وتفصيل ذلك مايلي :
نظر الخليل إلى الكلام العربي فوجده يتكون من متحرك وساكن ، ولأن الكلمات العربية قد تكون ثنائية أو ثلاثية أو رباعية أو خماسية أو سداسية أو سباعية فقد استخدم الخليل نظام التقليب للساكن والمتحرك في الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي والسداسي والسباعي وسمى هذه الكلمات بالتفعيلات وعينها موافقة للميزان العربي بعد أن ألغى كثيرا من التفعيلات الناتجة من التقليب لأن اللغة ترفضها وهذه التفعيلات هي التي تحوي على ثلاثة سواكن أو أكثر أو التي تبدأ بساكن أو التي يوجد بها ساكنان في وسطها وليس في آخرها أو التي تحوي خمس متحركات ، وإليك بيانا بعملية التقليب : أ ـ الثنائية ( 51 ) (11) ب ـ الثلاثية (511) (151) (511) (111)ج الرباعية (5151) (1111) ( 5111) ( 1511) (1151) (5511)د الخماسية (51151) (51111) (11151) (55111) (11511) (15111) (15151)(51511) هـ ـ السداسية (151511) (511511) (115111) (515111 (511151) (11151) (115151) (515151) (111151) (151151) (511151)(551151) و ـ السباعية(5115111) (5511151) (5111151) (1115151) (1511151) (1515151) (5115151 (5151151) (1511511) (5511511) (1111511) (1515111) (1151511) (5151511) (1115111) (1515111) (1151111) (5151111) (1151151) والتفعيلات المستخدمة هي 1 ـ ( /5//5 ) ( //5/5( 2 ـ ( /5/5//5 ) ( /5/5/5/ ) ( ///5//5 ) ( //5///5) (5151151 ) (5151511) وقد لاحظ الخليل أن التفعيلات الصحيحة إما أن تكون خماسية أو سباعية ، وأن الثلاثية وبعض الرباعية ناتجة من الخماسية نتيجة نقصها بها وأن بعض الرباعية وبعض الخماسية والسداسية ناتجة من السباعية نتيجة نقصها بها وقد أطلق على هذا النقص مصطلحات كثيرة تحت مفهومي( الزحاف و العلة ) كما لاحظ أن هناك زيادة بحرف ساكن أو ( بسبب خفيف ) على بعض التفعيلات فأطلق عليها ( علة ) ولكنها بزيادة وسمى كل نوع منها وعندما حدد التفعيلات المستعملة في الشعر قام بعملية التقليب مرة أخرى بين هذه التفعيلات فحصل على إمكانات اللغة من الأوزان الشعرية ووجد أن العرب استعملت ستة عشر وزنا من هذه الأوزان أطلق عليها ( الأوزان المستعملة ) ووضعها في دوائر تسهل عملية استخراجها وتربط بين مكوناتها ونتج عن الدوائر العروضية بعض البحور المهملة والبحور المهملة تعني أن العرب لم ينظموا عليها شعرا ولم يستعملوها ولكنهم قد يستعملونها في يوم من الأيام وليس معنى المهملة أنها يجب أن تُلغى لأنها لم تستعملوالدوائر العروضية خمس هي : أ ـ دائرة المختلفوتشمل الطويل والمديد والبسيط والمستطيل والممتد والأخيران مهملان ب ـ دائرة المأتلفوتشمل الوافر والكامل والمتوفر والأخير مهملج ـ دائرة المجتلب وتشمل الهزج والرجز والرمل د ـ دائرة المشتبهوتشمل السريع والمنسرح والخفيف والمضارع والمقتضب والمجتث والمتئد والمنسرد والمطرد والثلاثة الأخيرة مهملة هـ ـ دائرة المتفق وتشمل المتقارب والمتدارك ويمكن البدء من نقطة معينة على محيط الدائرة العروضية للحصول على بحر معين وإذا بدأنا في نفس الدائرة من نقطة ثانية في مكان آخر من المحيط فإننا نحصل على بحر ثاني وهكذا ، مثال على ذلك دائرة المختلف وهي :
515151151511515151151511..... نتخيل أنها دائرة متصل طرفاها
1ـ فإذا بدأنا من الوتد المجموع الذي يليه السبب لا الذي يليه السببان الخفيفان كان لنا وزن الطويل الذي هو فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن 2 ـ وإذا بدأنا بسبب خفيف واقع بين وتدين مجموعين كان لنا وزن المديد الذي هوفاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن 3 ـ أما إذا بدأنا من سببين فإننا نحصل على وزن البسيط الذي هو مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن 4ـ أما إذا بدأنا من الوتد المجموع الذي يليه سببان خفيفان نحصل على وزن المستطيل( مهمل ) الذي هومفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن 5 ـ أما إذا بدأنا من السبب الخفيف الذي يليه الوتد المجموع نحصل على الممتد ( مهمل ) الذي هو فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتنوالطريقة ذاتها نتبعها في بقية الدوائر العروضية إن الدوائر العروضية بما لا يدع مجالا للشك تؤكد أن الخليل بن أحمد الفراهيدي هو مكتشف بحر المتدارك ومكتشف أي بحر بعدهوبالرجوع إلى ديوان الخليل نجد أنه نظم في غير موضع على هذا الوزن ، ونأخذ أنموذجا : سُئلوا فأبوا فلقد بخلوا *** فلبئس لعمرك ما فعلواأبكيت على طلل طربا *** فشجاك وأحزنك الطللخاتمة : وُلد هذا العلم كبيرا بعكس معظم العلوم التي حبت وترعرعت حتى وصلت إلى سن الرشد ، ومعظم الباحثين في هذا المضمار لا يقدمون شيئا جديدا إضافة إلى ما قدمه مؤسس هذا العلم فجل ما فعله ويفعله الكثيرون من العروضيين هو تنويع الشروح والهوامش المتعلقة بهذا العلم لكنما قلة من الشعراء والباحثين أحدثوا بعض الخلخلة في هذا الخط البياني حيث شدوا عن الآخرين ليبدأوا محاولة تجديد على نمط خاص وهو التجديد الشكلي أعني به التجديد من خلال النظرة نفسها والنظام عينه. | |
|